موقع سالم دمدوم للقصّة والرّواية والنّقد - ملاحظات حول كتاب "الإبل"
   
  موقع سالم دمدوم للقصّة والرّواية
  كلمة التّرحيب
  المجموعات القصصيّة
  الروايات
  الخواطر
  الاتصال
  المقالات
  => قراءات في رواية سرنديب -الجزء1
  => قراءة في رواية "سرنديب"- الجزء الثاني -
  => قراءة في رواية أين جسدي
  => قراءات في المجموعة القصصية أين جسدي
  => قراءة في رواية أين جسدي
  => قراءة في رواية "موسم التأنيث"
  => قول في التراث
  => خواطر حول الشعرالشعبي
  => غدا تخلع الشمس بردتها ج1
  => غدا تخلع الشمس بردتها ج2
  => خواطر حول أقصوصة أمل ج1
  => ج1 دراسة نقديّة للمجموعة "الوطن لا يطير"
  => ج2 دراسة نقديّة للمجموعة "الوطن لا يطير"
  => ملاحظات حول كتاب "الإبل"
  => على أيّ درب يكون الرحيل
  => قراءة لرواية (خدعة العصر)
  => قراءات حول مجموعة إضمامة نساء
  قرّاء وآراء
  المنتدى
  العدّاد
  مواقع ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة 2009@ بإشراف محمّد الهلالي
ملاحظات حول كتاب "الإبل"
لمحمد الناصر بالطيب
 
* التعريف بالمؤلف:
       محمد الناصر بن البغدادي بالطيب من مواليد منطقة جلال 1947  توزني من قبيلة مزطورة أصيل بنقر دان أبا عن جد. تخرّج من مدرسة ترشيح المعلمين، فاشتغل معلما مدة من الزمن،  ثم عين مديرا لدار الثقافة ببن قردان، حيث وجد مجالا لإبراز ميوله الثقافية، فدخل في شبكة النسيج الثقافي القومي، واستطاع لما يتميز به من صفات حميدة أهمها الصدق والأمانة والرغبة في خدمة الآخرين، تكوين شبكة علاقات جيدة مكنته من أن يتم اختياره في كثير من المناسبات، ممثلا لتونس في عديد التظاهرات الثقافية الدولية، فقام بالمهمة خير قيام وأشع حيث وجد!، مما جعل شبكة علاقاته تتنوع وتتسع .
وفي النطاق المحلي أيضا، كان نشيطا حركيا، لا يتوقف عن العمل. ساهم بجهد محترم في عديد التظاهرات، وكان من جملة المؤسسين لكثير من المهرجانات، مثل مهرجان الفروسية ومهرجان الإبل الذي توقف بمجرد أن تخلى المرحوم عن إدارته !
وفي الفترة التي تولى فيها إدارة دار الثقافة ببن قردان ،انفتح على ثلة من الشباب الذين لهم ميل ثقافي، وساعد الكثير منهم في إبراز مواهبهم حتى أصبح منهم الشعراء المجيدون  تميزوا في الملتقيات الجهوية والقومية.وكتاب ومسرحيون وموسيقيون. كما مكن بعلاقاته الشخصية مجموعة من الشعراء الشعبيين، من  طبع باكورات إنتاجهم ،مثل زيدان زيدان وزايد جموم، والغزالي الكثيري. وكان خلال ذلك لا يتوقف عن البحث والتنقيب في الموروث الثقافي والاجتماعي لبلده بن قردان، التي أحبها حبا يندر مثيله عند الكثيرين  ولا أدل على ذلك من إهدائه روايته الشاردة إليها ! محاولا بعزيمة الرجال، وصبر النمل وإصراره، إحياء تاريخها وتصحيحه، لتنشيط ذاكرتها، وربط ماضيها بحاضرها. فكتب: بن قردان بين التاريخ والتراث، و ضو لطرش بين شعر الوطن ونجع الشعر. وحتى روايته الشاردة، وكتاب الإبل هذا، فيهما الكثير من تاريخ بن قردان، وعاداتها وتقاليدها... والرواية خاصة، هي مسح سريع وشامل، لكثير من الأحداث والعادات. آلة تصوير تمسح فضاءات واسعة بسرعة وبلا توفق ،كما يشير المؤلف نفسه في الرواية المذكورة!
* لتعريف بالكتاب:
لا أريد بهذه المساهمة المتواضعة أن أقييم هذا الكتاب، ولا أن أتناول منهجيته في معالجة موضوعه، وطريقة عرضه لمحتواه. ولكني أحاول فقط  عرض ملاحظات سريعة، أريد بها أن أقدم لمن لم يطلع عليه تصورا عاما له، واضعا في حسابي ما تقتضيه المناسبة من الإيجاز، وإفساح المجال لبقية المتدخلين .
* عنوان الكتاب:
 (الإبل بين التراث والتنمية ). وهو مؤلف  في 244 صفحة من القطع المتوسط، صادر عن دار "تونس قرطاج 2002، يهديه إلى روح أمه وقلب زوجته رحم الله الجميع،
 يبدأ بكلمة شكر، توجه بها المؤلف لبعض الأشخاص، والمؤسسات، ولكل من قدم له مساعدة في انجاز هذا العمل، تقع في صفحة ونصف تقريبا. يليها تقديم مختصر ومقدمة وسبعة وعشرون فصلا.
التقديم للأستاذ الدكتور:عياض الودرني، به شكر وتشجيع، وتنويه بالجهد الذي بذل من طرف المؤلف. يقدم الكتاب على أنه "إبحار على سفينة الصحراء، بحثا وجمعا في التراث القديم والقريب من عصرنا، في كتب الأدب والتاريخ والشعر الشعبي،  وفي الدراسات وعلى شبكة الإنترنات." ثم يقول: "هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، جهد مشكور يستحق التقدير، لرجل لا يبخل بجهده لإنارة زوايا من ثقافتنا الوطنية والمحلية، وهو توثيق للإبل بما تحمله من رموز ونقوش في ذاكرتنا الجماعية ..."
الفصول
الفصل الأول بعنوان توطئة يستهله على طريقة علماء المسلمين حين يعمدون إلى تأليف كتبهم  حيث يتوجهون إلى المتلقي بتلك الومضات الدينية التي تدعو إلى تلمس قدرة الخالق سبحانه وتعالى من تأمل عجائب مخلوقاته ورد الأمر كله إليه موردا الآية الكريمة: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت. ثم يتبعها بالآيات 18 . 19 . 20 من سورة الغاشية ثم يقول: "إن خلق الإبل من هذا المنطلق لا يقل إعجازا عن رفع السماء ونصب الجبال وسطح الأرض ولكن مع ذلك لم تحظ بالدراسة الكافية..."  ص 11
اثر ذلك يبدأ البحث في موضوع الإبل. فيذكر إن الدراسات التي تناولت الموضوع والتي توفرت له كانت على نوعين :
- نوع تراثي أدبي وهو ما تمثل في كتابات القدامى من أمثال الأصمعي، والسجستاني وأبو عبيدة، والجاحظ وغيرهم. إلى جانب بعض الدراسات الحديثة المتفرقة في العالم العربي والتي كانت في مجملها تهتم بالجانب الوصفي للإبل من سلوكياتها وطباعها ودورها في الحضارة العربية الإسلامية وما ارتبط بها من أحداث وما قيل فيها من أشعار وما ضرب حولها من أمثال .          
- نوع علمي تعرض للخصائص البيولوجية للإبل من تركيب الأجسام ووظائف أعضائها وأمراضها إلى غير ذلك مما يشمله علم الحيوان عادة.
ثم يحدد مسار بحثه في جانبين أثنين:
1 الإبل من حيث المرجعية التراثية والتي يعتبرها "مقاربة ثقافية بالدرجة الأولى تستمد جذورها من تراكمات التجربة الإنسانية في الميدان ونبشا عميقا في ذاكرة الكبار من أهلنا وغوصا في تراثنا الأدبي المتمحور حول الإبل من أشعار وأغان وحكايات وأمثال"
2 الإبل من حيث المرد ودية التنموية التي يراها بالغة القيمة في الموضوع إذ لولاها لما كان للإبل هذه المنزلة في حياة الناس ولما أنشئ حولها هذا الكم الهائل من التراث شعرا ونثرا.
      في الفصل الذي وسمه بلمحة تاريخية يجد الباحث نفسه أمام معضلة واجهت كل من أراد تأصيل بحثه في كثير من المواضيع تثير في نفس المثقف الواعي المرارة من جانبين اثنين
    الجانب الأول انعدام المصادر وشحها إن وجدت والجانب الثاني والأشد مرارة إذ يجد نفسه عالة على الأجنبي حتى في المباحث التي تعتبر من خصوصياتنا.! وما زلت شخصيا اذكر الصدمة التي صدمت بها وأنا طالب بكلية الشريعة حين وجدت أن أهم مصادر علوم الحديث هي كتابات بروكلمان .ولست أدري حتى متى نظل عالة على مرجي ليوث وقولدتزيهروبروكلمان وبلاشير  وأضرا بهم            
نعود إلى موضوع حديثنا لنجد أن الباحث الفقيد بالرغم من ندرة المصادر قد أفادنا بأن الجمال أنواع  معتمدا في ذلك على كتاب صحة(الإبل وأمراضها) للدكتور(هيغتر) ترجمة الدكتور الزورقي مصباح السنوسي والدكتور محمد عثمان خضر الذي يتناول فصيلة الجمليَات حيث يشير إلى صنف ثالث هو جنس "اللاَما"الذي  يوجد في أميركا الجنوبية زيادة على النوعين المعروفين في آسيا وإفريقيا وهما :الجمل ذو السنام الواحد والجمل ذو السنامين. ويشير إلى أن  تاريخ استئناس الإبل بآسيا والجزيرة العربية موضع خلاف بين الباحثين ثم يتطرق إلى وجودها بشمال إفريقيا آخذا عن الدكتور عبد اللطيف القلال الذي يشير إلى تواجدها في هذه البلاد على فترتين كانت الأولى إبان الألف الرابعة قبل الميلاد حيث عثر علماء المتحجرات على هياكل عظمية لها بين نوميديا وموريتانيا ثم تختفي لتظهر بعد ذلك مرة أخرى مع مجيء الهلاليين وبنو سليم إبان الفتح الإسلامي. ثم ينقل عن (جوتيه) إن الجمل استخدم في تونس كحيوان للحمل والركوب منذ القرن الثالث الميلادي .كما يشير إلى علاقة البدوي الوطيدة بالجمل مستشهدا بما ذكره ابن خلدون في المقدمة ص157 من إن البدو الذين يتغذون بلبانها يكتسبون صبرا وتحملا وقوة ويكونون في الغالب محصنين ضد كثير من الأمراض وصولا إلى تراجع دورا لإبل في حياة الناس نظرا لتغير نسق حياتهم وابتعادهم شيئا.فشيئا عن حياة البادية  من جهة ولوجود بدائل ميكانيكية من جهة أخرى ثم يشير إلى ما لوحظ في الآونة الأخيرة من حرص في المخططات التنموية  الأخيرة على رد للاعتبار إليها باعتبارها احتياطيا اقتصاديا لا يستهان به.
إثر ذلك يعقد فصلا لأسماء الإبل حيث يحصي منها حوالى سبعة وعشرين اسما متعا رفة بين أهل القطاع وكتب اللغة آخذا في ذلك عن ابن منظور والأصمعي وغيرهما من علماء اللسان   مع صفتين للجمل هما :أبو صفوان وأبو أيوب كناية عن صبر الجمال وقوة تحملها ويورد بصفحتي 29 و30 جدولين للمقارنة بين أسماء الإبل عند البدو اليوم وعند العرب قديما حسب أعمارها . وبآخر هذا الفصل يورد تصنيفا آخر للإبل كان معروفا عند العرب من أرحبية ،وشذقمية،وعيدية،ومجدية ،ومهرية. آخذا في ذلك عن كمال الدين محسن الدميري من كتابه "حياة الحيوان الكبرى."
 كما يتعرض لأسماء القطعان كالذود، والعصا، والسارحة، والعزيب . وهي أسماء خاضعة لأعداد الجمال بالقطيع الواحد ثم يتطرق إلى أهم المناطق التي تكثر فيها الجمال بالبلاد التونسية، فيذكر نفزاوة والوعرة حيث أحصت مجموعة من الباحثين  4764 بنفزاوة و1821 بمنطقة الوعرة.  
* الوسم:
تتشابه الحيوانات ولاشك، ويصعب التفريق بينها، لذا اقتضت الضرورة تمييزها بسمات تكون علامات فارقة لها، وهو ما يعرف بالوسم، فيعقد المؤلف لذلك بابا، يسجل فيه ما اختصت به كل قبيلة، فيدرج بالصفحتين :40 و41 أحد عشر علامة، لقبيلة التوازين، وست علامات للودارنة، وثلاث علامات للمرازيق، وخمس علامات للقبائل الليبية المجاورة. وحين يأتي إلى موضع هذه السمات من جسم الجمل أو الناقة وأين تكون على اليمين أوعلى اليسار؟  فإنه يعود بالقارئ إلى تلك الفتنة السياسية، التي وقعت في الدولة الحسينية، بين الحسين بن علي تركي، وأبن أخيه علي باشا، في أوائل القرن الثامن عشر. حيث انقسمت هذه العروش فريقين: يوسف وشدّاد. فصار أتباع علي باشا، يسمون على الجهة اليسرى، أما أتباع حسين بن علي، فإنهم يسمون على الجهة اليمنى . 
هذا إلى جانب تناول الاستفادة من لحومها، وأوبارها ،وأمراضها وطرق علاجها، التي تواضع عليها الرعاة.        
إثر ذلك يعقد فصلا طويلا من صفحة 45 إلى صفحة 85، يورد فيه معلومات هامة عن الإخصاب، ومواسم هيجان الفحول، ومعدل ما يستطيع كل فحل تلقيحه من نوق، في الموسم الواحد، والولادة والإرضاع، ثم يركز على حليب الإبل، من حيث قيمته الغذائية، وما به من معادن وفيتامينات، وما أقيم من تجارب لتصنيعه، مثل التجربة التي قام بها معهد الأراضي القاحلة ببن قردان، بالتعاون مع المنظمة العالمية للتغذية، والتجربة التي قامت بها السيدة الموريتانية (نانسي) في نواق الشط، حيث عمدت إلى تجميعه ثم تعليبه  وإدخاله في الدورة الغذائية... إلى جانب تفاصيل أخرى كثيرة، مثل مقدار ما تدره الناقة الواحدة في اليوم من حليب، عارضا في ذلك نتائج تجربة ، وقعت في المدرسة العليا للفلاحة بماطر بالجمهورية التونسية، ونتيجة سباق بين النوق، وقع في إمارة الجوف بالمملكة العربية السعودية...      
ينتهي هذا الفصل كما ذكرنا في صفحة 85 حيث ينتقل المؤلف للحديث عن الاستفادة من الإبل، ويتوقف عند لحومها، فيعرض جدولا لتطور إنتاج الإبل المعدة للذبح، من سنة 97 إلى سنة 2001، ليتطور العدد من 48000  إلى 70200 خلال أربع سنوات. متطرقا إلى استعمالاتها في الفلاحة وحمل الأثقال، وخاصة في الصحاري حيث  تجد الوسائل الأخرى قديما بعض الصعوبات.
هكذا نكون قد عرضنا تقديما موجزا للجزء الأول من كتاب الإبل، يوفر لمن لم يطلع عليه، فكرة ولو مختصرة عنه ،ونحاول الآن التوقف قليلا، عند الجزء الثاني، الذي يخصصه المؤلف رحمه الله، للجانب الأدبي التراثي، والذي يمسح حوالى مائة صفحة. من ص 145 إلى نهاية الكتاب المشتمل على 244 صفحة. وهو جزء تظهر فيه ميول الكاتب التراثية الأدبية، والذي اشتمل على حكايات وقصص ونوادر، تدور كلها حول الإبل، إلى جانب مقاطع كثيرة من الشعر الشعبي والفصيح تدور كلها حول وصف الجمال والنوق والمهارى مثل:
1
         فلما قضينا من منى كل حاجة       ومسّح بالأعتاب من هو ماسح
        أقمنا على ظهر المطيّ رحالنا       وسالت بأعناق المطيّ الأباطح
وهذان البيتان يعتبرهما النقاد العرب القدامى،  من أروع ما قيل في وصف الإبل وهي تنساب في الأباطح والسهول. كما يورد بالفصحى أيضا مقطعا من قصيد لعلقمة الفحل معارضا بها امرئ القيس في وصف الناقة.  
أمّا من الشعر الشعبي فيختار قصيدا للمرحوم محمد الطويل المرزوقي و ثانية لسالم بو خف، وثالثة للحاج أحمد بن عمار.
 من الأولى نذكر هذه الأبيات :
ضحضاح مشناه يبسال              يعراض،  يطوال
غيمه حفز بان زنكال                 في الشبح عامل ظلاله
كان السراب فيه ينهال               مهيوب مندال
طول المدى قعد قدال              لاثم منه مشاله
تمنيتله كان زوزال                        يحمار يحجال
معلق على المهر شنقال               مع الباي زايد نفاله
 ومن الثانية نذكر:
رقراق دونك يا ظريف أنيابه          حفز دار على روس الخشوم ضبابه
ودك معفى قفزته بالخفة           ذارعيه صنفه وخطوته مصوابه
 ومن الثالثة نذكر :
ضحضاح لا يقطعاش الجواد       غمامه سواد
فج العطش والحفا والكداد     مهارى شداد
والسيف والراحلة والزناد           وقوة الزاد   والرجل لا بد ليها رفاده
وهي مقاطع اختارها بحسه الشعري الجيد، من عيون القصائد، فصيحا وملحونا، أمتع بها القارئ ووثقها، فمنعها من الضياع! ولا غرابة في ذلك، فالمرحوم محمد الناصر بالطيب، كان مسكونا بهاجس التوثيق والحفظ، يعي تماما إن الزمن يستطيع أن يكشط  الذاكرة الشعبية فتضيع وقائع وتواريخ، ربما تكون في يوم من الأيام، ذات فائدة كبيرة، وكأنه يعي جيدا مقولة الكاتب البوسني (أيفو اندريتش): "يحزنني مجرد التفكير إن مع كل عجوز مسنة تمضي، تضيع قصائد من الشعر، ومع كل رجل مسن يموت ،تمحى مرحلة من التاريخ."
نتهم نحن العرب اليوم بأننا أمة لا تقرأ! والتهمة الأخطر، هي أننا امة لا تكتب ولا توثق أحداث حياتها! في حين إن أجدادنا كانوا يقولون: الأفكار صيد والكتابة قيد والملاحظ اليوم أننا بدأنا نعي خطر هاتين التهمتين :عدم القراءة وعدم التوثيق ونعي كذلك أن تاريخنا لا يمكن أن ندع كتابته لغيرنا فظهرت دراسات متعددة في مجالات كثيرة ضمنها يتنزل كتاب الإبل للمرحوم الفقيد محمد الناصر بالطيب  
* هذا الكتاب:
نزهات في البادية، فيها العلم وفيها التاريخ، فيها اللغة وفيها العادات والتقاليد  يأخذك إليها المؤلف ، لتقيم مع أهل البادية  زمنا، مبحرا على سفينة الصحراء، مستمتعا بأشعارها وقصصها، مطلعا على عاداتها وتقاليدها وأساليبها  في تعاملها مع الإبل لتكتشف أن هناك حياة بكاملها، توازي حياة أهل المدينة، لها مدونة ثقافية كاملة، تسجل بالشعر تارة وبالسرد أخرى، أفراحها وأتراحها، أفراحها في سنوات الخصب، حين تزهو الحيات وتحلو  وأتراحها في سنوات الجفاف، حين يكون الترحال بحثا عن الكلأ، شرّا لا بد منه.
ينظم هذه المدونة كلها، خيط واحد هو الإبل، تنشط ذاكرة القارئ، وتمده بمعلومات هامة يكون في الغالب مفتقرا إليها، لإثراء قاموسه المعرفي في هذا المجال، حين يقتحم به المؤلف رحمه الله، عالم الإبل وخصوصياته وتاريخه!. وتكتشف أيضا قاموسا ثريا يستجيب لمتطلبات هذه الحياة بكل تفاصيلها، مترسما في الغالب، أثر الجمال والنوق في كل أحوالها، مسجلا أسماءها، وأنواعها، وسماتها، واستعمالاتها، وأمراضها وطرق علاجها وغير ذلك من أحوالها!
نبش عميق في ذاكرة الكبار من أهلنا، وغوص في تراثنا الأدبي المتمحور حول الإبل، من أشعار، وحكايات، وأغان، وأمثال، كما يقول المؤلف.
      عمل جاد، أقدم عليه فقيدنا بجسارته المعهودة، جمع مادته من شفاه الكبار، ومن كتب ودراسات  اطلع عليها، ومن ملتقيات حضرها، ومواقع إنترنات ارتادها باحثا متعقبا، توجه به إلى المثقف العادي بالدرجة الأولى، كما يلمح إلى ذلك في الصفحة 13من الكتاب...
سالم دمدوم في 20/02/2008
زار الصّفحة اليوم (زائر) 2 visiteurs
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement