موقع سالم دمدوم للقصّة والرّواية والنّقد - الجزء الثالث - خبر النّقيشة
   
  موقع سالم دمدوم للقصّة والرّواية
  كلمة التّرحيب
  المجموعات القصصيّة
  الروايات
  => المتهمون
  => خبـــر النقيشـــة
  => الجزء الأوّل - خبر النّقيشة
  => الجزء الثاني - خبر النّقيشة
  => الجزء الثالث - خبر النّقيشة
  الخواطر
  الاتصال
  المقالات
  قرّاء وآراء
  المنتدى
  العدّاد
  مواقع ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة 2009@ بإشراف محمّد الهلالي
خبر النّقيشة
- الجزء الثالث –
 
 
 
الورقة عدد3

إقرار بخط يد الدكتورمسعود ( أحمد عنبه سابقا )
أنا الدكتور مسعود اللّفتي " أحمد عـنبه سابـقا " مهـندس و أستاذ مبرز في الاستشعار عن بعد، و الدراسات التخاطرية .بعد سنوات مناشتغالي في المعهد ، و بعد التركيز عامين كاملين على دراسة بعض الظواهر الخارقةمحاولا إفتراع طلاسمها غبت عن الوعي خمس سنـوات و أربعــة أشهـر و خمسة عشـر يوما ( اهتديت إلى معـرفة المدة عن طريق المقارنة بين آخر ما دونـت (الوثيقة الأخيرة) وأول يوم عدت فيه إنسانا سويا ) .
و إنني في الوقت الذي أصرح فيه بأني أصبحت فيحالة سوية، عادية تماما، أريد أن أنوّه بعمق، و بكل جوارحي، و أشكر بالغ الشكر، منكل قلبي، تلـك المجمـوعة مـن الشباب و الشابات ( مهندسين – أطباء – رجال فكرمسؤولين ) الذين تحمسوا لعلاجي و على رأسهم الأستاذ الكبير " علي صالح " جراحالأعصاب المتميز و الطبيبة النفسية القديرة فاطمة زوجتي الآن .
و إني اعترافابجميلهم أسمح لهم، و لطلبتهم، بالتصرف في هذا الملف برمته، لعل في ذلك بعض الفائدةللأطباء والطبيبات الشبان منهم على الأخص. و لولا ما أعرفه من تواضع و نكران للذّاتفي تلك المجموعة التي عملت الكثير في سبيل شفائي، لعمدت إلى ذكر أسمائهم واحداواحدا، منوّها مرة أخرى، بما بذلوه من جهود حتى أمكن لهم إنقاذي من العدم. لكنيّأعرف أن ذلك يجرح حياءهـم و يطعن في تواضعهم .
أما فيما يخصني فأنا أعرف أن هذاالملف يكشف جانبا من حياتي الخاصة ، ذلك الجانب الذي تعودنا في مجتمعاتنا الشرقيةإحاطته بالأسوار، واعتباره سرّا لا يمكن البوح به، متظاهرين بأننا أخيار أطهار " تتصاعد رائحة عفافنا إلى عنان السماء" .
تعليق صغير
(
يضع تحت هذه الجملةسطرا ، وفي آخرها يضع نجمة، وفي هامش صغير آخر الصفحة يكتب ما يلي :
هذهالعبارة يوردها " أنا تول فرانس " في كتابه " تائيس" متهكما من الرهبان والكهنة ،أما أنا فإني أوردها فقط ،ولا أتهكم على أحد!.) .
قلت إنها تكشف جانبا من حياتيالخاصة، وهذا ما جعلني أحس بشيء من الرهبة، وأتردد قليلا في الإفراج عنها، خوفا منأن يعتبرني العامة المتزمتون المنافقون مارقا، وفاقدا للمروءة . إلا أني أخيرا فضلتالوضوح والصدق ، ولماذا أكذب أو أنافق ؟ الأحرار لا ينافقون ! أنا في وضع لا أستطيعمعه أن أجانب " الصدق والصراحة " وتعلقي بهما يظل أقوى من دواعي الحشمة المصطنعةوالوقار الزائف . فأنا أربأ بنفسي أن أكون من ذلك النوع من الناس الذين لا يفتأونيُوهِمون مَنْ حولهم، بأنهم أخيار أطهار، لم يجانبوا الفضيلة يوما . ذاك نفاق أمقته،فكيف تريدني أن أتردى إليه ما دمت حرّا ، ومادام من بيده الحساب الصحيح، يملك كشفادقيقا ومفصلا، بكل جزئيات حياتي ؟! حتى متى هذا التجاذب والتضادّ بين أقوالـناوأفعالنا ؟ علاوة على ذلك فإن من يفترض أن يطّلع على هذا الملف، هم من جملة عقولمتنورة، صقلها العلم، يعرفون أن الناس مهما بلغوا هم بشر، علماء كانوا، أم سوقه، أمأنبياء .
كلنا لآدم وآدم من تراب. والتراب، أي تراب، يحتضن الصلوات ويحتضنالخطايا أيضا . فلا داعي حينئذ لرهابي .


خبر في صحيفة بتاريخ 12/08/1960
أحمد عنبة وصاحب اللحية الكثيفة:
شكوى إلى من يهمه الأمر:
أما بعد، نلفتانتباهكم السامي إلى أن "الدرويش" احمد عنبه بدأ يحدث في الأحياء بلبلة ورعبا لامزيد عليه، وآخر ما صدر عنه أنه يوم الجمعة عند خروج الناس من الجامع ارتمى على أحدالملتحين وكانت لحيته طويلة كثيفة وصرعه أرضا وصار يقول له:
أريد البحث عنالبراغيث التي تبحث عنها بأصابعك أمامي بين هذه الأدغال، وبعد أن تعاون بعضالحاضرين على تخليص الرجل منه أخذ يقول:
أغاية الدين أن "تهملوا" لحاكم.
ياأمة ضحكت من جهلها الأمم،
رفعنا هذه الشكوى لمن يهمه الأمر فجاءنا مايلي:
عند التحري في الموضوع تبين أن الدرويش من عاداته انه لا يطيق أن يرى أيإنسان يحك لحيته أو يخللها بأصابعه ناظرا إليه، وهي عادة غريبة تختص بها بعضالحيوانات المفترسة حيث يثيرها أن يشار إليها بأشياء مدببة.
ولقد عرف أبناءالمدارس هذه الخاصية فيه فكانوا إذا ما أرادوا إثارته مثلوا هذه الحركاتأمامه...

تعليق صغير:
(
هذا ما تضمنه الجزء الموجود من الورقة فيالملف..)
الوثيقة عدد 4 :يبدو أن هذه الوثيقة عبارة عن نتيجةفحوصات وتحاليل أولية وصور بالأشعة تشخص حالة الدكتور مسعود عندما أخضع للعلاج لأولمرة . وبها الملاحظات التالية :
1 –
ظهر بالمخ بعض مناطق غير سوية كأنما تعرضتلمسّ مّا .
2-
عدد الذبذبات الكهربائية الصادرة عن المخ لا تتناسب مع عددها عندالإنسان السوي وغير مستقرة .
3 –
الرسم الكهرومغناطيسي أظهر ضمورا في بعضالخلايا .
4 –
ثمّة اُرتجاجات وقعت في المخ لا تحدث عادة إلا إذا تعرّض المرءإلى حالة رعب شديد ، وبصفة مفاجئة .
تعليق صغير
(
ألقيت الوثيقة جانبا وأخذتأتساءل : ما هو هذا الرعب الشديد الذي تعرّض له الرجل وأفقده عقله في النهاية ؟ نحنفي زمن من كثرة ما فيه من كوارث أصبحنا لا نستجيب بسرعة لأي حادث مهما بدا مرعباومأساويا . حيّرني الأمر ودفعني إلى مواصلة القراءة بشغف أكثر).
ورقةعدد 6 :

من صحيفة هزيلة عنوانها القنفد الضاحك
الحاقا بالحلاجوقاليلو :
يبدو أن أفكار عصور الانحطاط والتحجر قد بعثت من جديدٍ في أثوابعصرية جدّا . إلاّ أنها أشد أنانية وخبثا. فبعد أن كان التنكيل بأهل الفكر والعلماءوقطع رؤوسهم، يتم بتهمة التجديف عن الآلهة وإفساد العقول كما هو الحال مع سقراطوالحلاّج وقاليلو واضرابهم صار هؤلاء البؤساء " العلماء " يقتلون بتهمة ارتكابهمجريمة المعرفة.
هل أصبح متأكدا على كل أمّة أن تتخذ أشد التدابير صرامة من أجلحماية علمائها .
لقد كان الفرسان الأسبان في العصور الوسطى عصور الإنحطاطوالتحجر يجعلون لزوجاتهم تبابين من حديد تقفل ويأخذ الفرسان المفاتيح حفاظا على شرفالزوجات وسمّوا تلك التبابين " حزام التقـوى " فبـأي الأحزمة نطمئن علـى كفاءاتناالعلمية في هـذا الزمان ! ...
ورقة عدد 8 :
حدثني سعيد الحمال مرة وقد حملمتاعي أثناء عطلة الصيـف قال : تعرفت عليه بعد شهرين من ظهوره في أسواق المدينة فقدحدث أن تركت الحمار مربوطا بعمود تنوير وذهبت لشراء بعض ما يلزمني من دكان قريبولما عدت وجدته يمسح ظهر الحمار ورأسه وأذنيه ،ثم يقبل رأسه فلمّا نهرته قال لي :
هذا أخي ... أتصدني عن أخي ... لماذا تتركه تعبا جائعا ؟
ثم أخرج من جرابكبير كان يحمله قطعا من الخبز اليابس وبدأ يقدمها للحمار ... ويقول : كم تتحملوتصبر !كم تظلم ولا تحتج ! كم في صدرك تنحبس الأفكار ... لا تستطيع التعبير عنها! كان يومها تظهر عليه بقايا رفاهة وتهذيب بالرغم من حالة الإهمال التي كانت سمتهالغالبة ورأيت فيه شخصا غير عادي يختلف عن كل من عرفت من المخبولين وصرت أحييهبحرارة كلما وجدته وأمده ببعض المال .
ومنذ ذلك اليوم كان يسعى إلي كلّما رآنيويشرع في حديث طويل مع الحمار تلمس فيه الحنان والعطف والتدليل ! ثم يلتفت إليويقول : أوصيك به خيرا ... هذا أخونا كلنا في الهواء سواء كلّنا في الهمّ شرق . ثميقهقه عاليا وينصرف .
كان من جملة متاعه جراب كبير ،وكرسي قديم نخر السوس بعضجوانبـه لا يفارقـه أبـدا . يحمله على ظهره ،ويعن له أحيانا إذا انفرد بنفسه فيساحة أو حديقة عمومية، أن يمسح جزءا من الأرض وينظفه جيدا ثم ينزع معطفه المهتريفيفرشه للكرسي ويزينه ببعض الأعشاب والأزهار ولكنه لا يجلس عليه . إنما يضع علبةعصا جعل لها حمائل كبندقية ويشرع في أحاديث طويلة مع الكرسي ثم يأخذ في تقبيلقوائمه وبعد ذلك يضع رأسه تحت إبطه ويشرع في دوران سريع متواصل مدة من الزمن حتىلكأنه خرب حبارى يصنع مدارا احتفاء بالربيع !ويظل هكذا حتى ينهكه التعب فيقع آخذافي نوم عميق قد يستمر ساعات أو بعض يوم.
ولقد مرّت به فترة صار يخاف من ظله خوفاشديدا فلا يظهر في الأسواق والسّاحات إلاّ ليلا!أو عندما تتلبد السماء بالغيوم كماكان لا يطيق البتة أن يمشي أحد وراءه قريبا منه وكل من فعل ذلك ولو بطريق الصدفةناله منه الضرب أو التأنيب الشديد كان يقول: من اقترب منك أكثر سرق أنفاسك.
ورقةعدد 9 :
خبر في صحيفة :
هذه قصاصة صحيفة قديمة بها ما يلي :
إلحاقا بخبرسقوط الطائرة التي كانت تحمل مجموعة كفاءات علمية عالية بلغنا ما يلي :
تمالعثور على الصندوق الأسود بالطائرة من طرف أحد البواخر العاملة في المحيط الهاديوتبيّن أنه لم يسجل أي خلل في أجهزتنا قبل سقوطها مما يفتح مجالا واسعا للتساؤلاتوالشكوك كما بلغنا أن الدكتور (مسعود) أصيب بما يشبه الانهيار العصبي إثر تلقيه خبروفاة زوجته الدكتورة علياء أحمد والتي لم يتجاوز سنها الثامنة والعشرين عاما . وأننا في الوقت الذي نبدي فيه عميق مشاركتنا أسر الضحايا أحزانهم، نتمنى أن تمرالعاصفة على الدكتور بسلام حتى لا تضاف إلى خسائرنا خسارة أخرى .
تعليق صغير :
لاحظت أن يدا توقفت طويلا عند هذا الخبر ولونته باللون الأصفر وأضافت نقاطاستفهام وتعجب بعد كلمة " سقوط الطائرة " الذي وضعته الصحيفة أيضا بين قوسين .
خطر ببالي أن أرجع إلى تاريخ وقوع الحادث لتتضح لي الأمور ولكني لم أفعللأمرين :
1 –
أن القصاصة التي كانت بيدي لا تحمل أي تاريخ . مجرد جذاذة من وسطالصحيفة مجهولة الاسم والتاريخ.
2 –
فأنا كما ذكرت في البداية لا دخل لي في هذاالملف وإذا أنا عمدت إلى ما فكرت فيه ربما أصبحت طرفا في الحدث وذلك قد يؤدي إلىانزياح مقاصد واقعية عن أهدافها فعدلت عن ذلك التزاما بوعد قطعته على نفسي منذالبداية .
الوثيقة عدد 5 :
هي عبارة عن ورقة ( وزيري ) 20/30 تقريبا مكتوبةمن الوجهين بخـط رديء ، ببعـض جوانبـها اَثار احتراق ( ربما أن الدكتور مسعود قدعمد إلى حرق بعض مذكراته حين فقد وعيه وهذه الوثيقة من الوثائق التي سلمت ، وهي فيالملف مصورة تصويرا غير جيّدٍ. غاية ما استخلصته منها هو التالي :
-
كنا نبحث عنمكان تتوفر فيه المواصفات التالية :
1 –
يقع في مكان مهجور أو شبه مهجور علىالأقل !
2 –
محميّ حماية طبيعية إن أمكن !
3 –
يشتمل على فضاءات تفي بأغراضنا؟!
وأخيرا اقترح أحد الزملاء أن ينقل المشروع إلى ضيعة في قرية جبلية بعيدة تكادتكون مهجورة .
وضّح اقتراحه قال :
بجانب مسكني في القرية ثمّة خرائب أثريةمحفورة في الجبل، بها أنفاق كثيرة تشبه المتاهات يمكن أن توفر فضاء مقبولا .
وقعالاِتفاق على زيارة المكان مع المهندس المشرف على تنفيذ المشروع مع مساعديه، و أنا،وشهرزاد، على أن نصل إلى المكان على فترات ،ومن أماكن مختلفة ،زيادة في الاِحتياط .
اِكتمل فريقنا في المكان ،وقادنا صاحب الضيعة إلى تلك الخرائب فإذا هي متصلةبحظيرة أبقار بدائية، ولها مدخل يمكن أن يُخْفِى بِحزم العلف التي تستهلكها الأبقار، وكان ذلك رائعا .
حين دخلنا الأنفاق مستعملين الفوانيس وجدناها تكاد تكونجاهزة لا تحتاج إلا لتنظيف خفيف .
لاحظنا أن المكان يتمتع بتهوئة إضافية، غيرتلك التي يوفرها مدخله وإن كانت ضعيفة ، إلا أنها توفر القدر الكافي، الذي يجعلالإنسان فيه بعيدا عن الاختناق. ومن ثمّ رحنا نبحث عن مصدر هذه التهوئة عن طريقأجهزة خاصة حتى اِهتدينا إلى فتحة صغيرة في الأعلى يمكن الوصول إليها عن طريق مدرجضيق متعرج يمكن اِستعماله مع الحذر .و لما وقع استطلاع المكان من الخارج وجدناهيُفْتَح في غابة طبيعية و قد سدّت الثقبَ أشجار شوكية متشابكة يصعب الوصول إليها ويستحيل اكتشافها . و كانت فرحتنا كبيرة ،و اعتبرنا المكان هدية من الأجداد، خبأهالنا هـذا الوطن،و تَفَاءَلْنَا خيرا، و زاد أملنا في النجاح في أعمالنا ،و توفيرخدمات جليلة للإنسانية قاطبة، تجعل هذا الوطن الصغير يرفع رأسه ، و يفتك مكانه تحتالشمس .
حين كنا في غاية الفرح، طرحت شهرزاد فكرة كانت لها قيمة كبرى، و ذات نفعلا شك فيه .
كانت الفكرة هكذا :
بما أن المكان بهذه السعة، و هذا التنوع فيمقاسات حجـراته ودهاليزه و مزود بطريقة للتهوئة تجنب من فيه الاختناق، فهو معّدللإقامة فيه مدة طويلة ،فعلينا أن نبحث عن المصدر الذي كان يزوّدهُ بالماء .فمن غيرالمعقول ،أن يغفل الذين قاموا بهذا الإنجاز العظيم ،عن هذه الناحية الضرورية جدّا .
أيّد الزملاء جميعا هذه الفكرة، و وقع الاتفاق على إعادة اِستطلاع المكان منالداخل،و جعل تخطيط دقيق لجميع فضاءاته،حتى نهتدي إلى مصدر الماء المتوقع و يمكناستغلال الفضاءات استغلالا جيدا .
بعد أيام وقع اكتشاف مصدر الماء، و اتضح أن مايبدو لأول وهلة أنفاقا في الجبل، هو عبارة عن مدينة صغيرة، تتنوع فيها الفضاءات منحيث ارتفاعها و شكلها ومقاساتها .
في بهو واسع وجدنا البئر . كان مغطى بحجرةيصعب التعرف عليها للوهلة الأولى، وكان ماؤه قريبا! فبمجرد أن تحركت الحجرة و سقطبعض الحصى سمعنا وقعه في الماء ذقناه فوجدناه عذبا باردا نقيّا، وألذ مذاقا من كثيرمن أنواع المياه المعلبة المتواجدة في الأسواق !
بعد ذلك دققنا النظر جيّدا فيالجدران فإذا بأحدها باب كبير تغطيه حجرة كبيرة قطعت على مقاسه بدقة عجيبة بحيثيصعب التفطن إليه لغير الباحث المدقق. تعاونا على إزالة الحجرة،فإذا باب يفتح علىبهو مربع، واسع عالي السقف، أرضيته من فسيفساء رائعة، يتصدره كرسي من المرمر، عليهتمثال يبدو كأنه لملكة فينيقية شديدة الشبه بتمثال نفرتتّي ، الملكة الفرعونيةالشهيرة، وعلى منضدة رخامية أمامه ثمة سيف وترس وقوس كلها من الذهب الخالص مازالتمحتفظة، بتوهجها وبريقها . وتر القوس كان من شعر ظننّاه أول الأمر سبيبا .وعلىالجدار فوق التمثال نقيشة لم نستطِعْ فك شفرتها لأنها كتُِبَتْ بلغة لا نعرفها .
بعد تفكير استقر الرأي على أن نبعث صورة منها إلى أحد المعاهد المتخصصة وننتظر .
بعد مماطلة وتسويف استمر شهورا، أفادوا بأن هذه الكتابات لا معنى لها! وهيعبارة عن خرافات وشعوذات ولا فائدة تاريخية لها! علاوة على كونها تحث على الكراهيةورفض الآخر، وتتعارض مع ثقافة السلم والحضارة الكونية ومع ذلك يمكن مساعدتكم علىجلبها إلى هنا، وإيداعها بعض المتاحف الدولية، ربما تكون لها بعض الفائدة كفلكلوركأن نتكفل بجزء من المصاريف اللازمة لنقلها وتعبيرا منا عن ربط أقوالنا بأفعالناسيصلكم في القريب العاجل فريق من الخبراء لمشاهدتها عن كثب وتدبير أمر نقلها .
أمام تسويفاتهم المتكررة ، وقبل أن يصلنا ردهم بحثنا جيّدا في معاهدنا فيأوساط شبابنا وشيوخنا حتى وجدنا شيخا دلّنا على خبير شاب يعمل لدى شركة متخصصة فيالبحث عن بقايا الحضارات وتهريبها إلى خارج البلاد . فَسَلّمْنَاهُ صورةالنقيشة.
بعد أسبوع واحد، اتصل بنا الخبير الشاب، وهو في غاية الزهو والفرح
قال : نقيشتكم هذه قصيدة شعر ووسام فخر ...!
حسبناه يهزأ بنا ،أو يمازحنا،ولكنه سلمنا الوثيقة مَعَ تَرْجَمَتِهَا ممهورة بإمضائه فقرأنا :
لله الحمدوالمجد. وللوطن الحب والاُعتزاز
الفخر والمجد لرجال هذا الوطن
والمجدلنسائه أيضا
المجد لرجاله الذين بذلوا عصارة أفكارهم
وبذلوا عن طيب خاطرأرواحهم له فداء
المجد لنسائه اللاتي تبرعن بأجمل وأعزّ وأغلى ما لديهن
حليهن الرائعة الثمينة
وشعورهن المعطرة الطويلة
فصنعنا من حليهن سلاحا / قاتلنا به الأعداء
ومن شعورهن أوتارا للأقواس / وأكاليل حب ومجد
توّجنابها الأبطال من جنودنا / جنودنا الشجعان الذين اصطادوا المعتدين على الساحل
وأحالوا زُرْقة البحر في شواطئنا إلى حمرة قانية .
تعليق صغير:
هذهالوثيقة بدت لي لأول وهلة لا علاقة لها بهذا الملف، ولا صلة لها بأحداثه ،ولكني لماتصفحته كله وجدت أن اسم المرأة شهرزاد و المشروع يتردّدان في كثير من المناسبات،ولذلك وتبعا لما تقتضيه الأمانة ابقيتها كما هي .
بقية الوثائق عبارة عن جلساتتنويم واستماع حيث يعمـد ( أحمد عنبه ) إلى سرد ما تعرض له من أحداث :
لفت نظريفقرة صغيرة مكتوبة بحبر مغاير بها هذا التنبيه :
إن كل الأسماء والأماكن التييرد ذكرها في هذه الصفحات قد وقع التصرف فيها ( ابدالها ) حرصا على خصوصيات الناسوكل مقارنة بينها وبين أشخاص أو أماكن معروفة ، بعيدة كل البعد عن الحقيقة .
 
 
 
زار الصّفحة اليوم (زائر) 1 visiteurs
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement